استشارات العقبة تعقد ندوة حوارية حول مشروع توثيق مسارات الثورة العربية الكبرى

العقبة - رعى رئيس الجامعة الأردنية العقبة الأستاذ الدكتور رياض مناصرة بحضور نائب رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة شرحبيل ماضي الندوة الحوارية التي نظمها مركز الإستشارات والتدريب بالتعاون مع وزارة الثقافة-مديرية ثقافة العقبة في إطار الاحتفالات الوطنية بمناسبة مئوية الدولة وعيد الاستقلال واختيار لواء القويرة مدينة الثقافة لعام 2021، وذلك تحت عنوان (مشروع توثيق مسارات الثورة العربية الكبرى على الخرائط السياحية رقميا).

وأدار الندوة الأستاذ الدكتور إبراهيم بظاظو بمشاركة الأستاذ الدكتور مهند مبيضين رئيس مركز التوثيق الملكي الهاشمي والمؤرخ الأردني الدكتور بكر خازر المجالي والأستاذ الدكتور فوزي أبو ودنة عميد كلية السياحة والأثار في جامعة الحسين.

وفي كلمته قال الدكتور المناصرة إننا وإذ نحتفل اليوم بانطلاقة فعاليات الندوة الحوارية مشروع توثيق مسارات الثورة العربية الكبرى ووضعها على خارطة السياحة المحلية والعالمية بالتعاون مع وزارة الثقافة ضمن احتفالات الوطن بمئويته الأولى وعيد الاستقلال واختيار القويرة مدينة للثقافة لعام 2021، فإننا نؤكد على أهمية التعاون المثمر بين الجامعة ومؤسسات المجتمع المدني لما يعود بالخير والفائدة على مجتمعنا الأردني.

ورحب الدكتور مناصرة بالمشاركين في الندوة من مفكرين وباحثين وضيوف لافتا إلى أهمية دور المؤسسات التعليمية في بناء الثقافة الوطنية وتنمية الشعور الوطني المسؤول وتأييد الهوية لا سيما لدى الأجيال القادمة وتزويدها بالمعرفة العلمية الرصينة والتاريخية المجيدة في نضال الأمة نحو التحرير والمنعة، مؤكدا على شرعية الإنجاز الأردني الذي صانته سواعد الإشراف من بني هاشم بقيادة الشريف الحسين ابن علي وتوالى مزدهرا على يد أبناءه من الملوك والأمراء الهاشميين، سادة وسدنة مقدساتها وسعيهم لصون تاريخها ومواجهة التحديات في سبيل تحقيق الحياة الكريمة للإنسان العربي .

وقال الدكتور المناصرة ان إعادة تأهيل الثقافة الوطنية بالوعي والمعرفة بأدوات البحث العلمي هو الأساس الموضوعي لتعظيم الشعور الوطني الأمر الذي يسهم ي التكامل السياسي والاندماج الاجتماعي وبناء منظومة القيم الوطنية المتكاملة بما يعزز الإنجاز ورفع قيم النجاح مبينا ان ثورة العرب الكبرى كانت نواة النشأة للدولة الأردنية العظيمة فهي اطهر ثورات العرب في تاريخهم الحديث التي احتضنتها ارض الأردن الطاهرة التي حملت راية الثورة عبر الأجيال وفاءا للرعيل الأول من قادة الهاشميين وإدراكا لأهمية استثمار المسيرة التي تحمل الفكر القومي العربي .

وتطرق الدكتور مناصرة في كلمته إلى الدور الذي لعبته الجامعة الأردنية العقبة منذ نشأتها على يد حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وها هي اليوم تواصل السعي من اجل ترسيخ مفاهيم التنمية الشاملة وتعزيز مقدرات مشروع العقبة الاقتصادية الخاصة ونهضة التعليم في إقليم الجنوب والوطن كله حيث اكتسبت مكانة مرموقة بين الجامعات الأردنية والإقليمية والعالمية بفضل مواكبتها للمستجدات العلمية والتقنية في مجالها، إضافة إلى دورها في بناء التشاركية مع المجتمع المحلي من خلال دوائر أنشأت لهذا الغرض.

واكد نائب رئيس مجلس المفوضين بسلطة العقبة مفوض السياحة شرحبيل ماضي استعداد السلطة للتعاون والتشاركية مع الجهات التي تعمل على توثيق التراث والمواقع الأثرية والسياحية في محافظة العقبة لافتا إلى ان السلطة ومن خلال استراتيجيتها تعمل على تنشيط السياحة في كل المواقع السياحية التي تجذب السياحة المحلية والعالمية وخاصة منطقة المثلث الذهبي البتراء العقبة وادي رم.

وفي كلمته رحب مدير مركز الاستشارات والتدريب الدكتور عبدالله الأعمر بالمشاركين في الندوة التي تعقد في إطار المناسبات الوطنية العظيمة منوها إلى ان المركز ينطلق من فلسفة الجامعة الأردنية في العقبة للترابط مع المجتمع المحلي والانخراط في الأنشطة والجهود المبذولة للتركيز على البعد الحضاري للدولة الأردنية وقيادتها الهاشمية وتعزيز صلة الأجيال بموروثها التاريخي والحضاري وبثورة العرب الكبرى ملهمة العرب من اجل الوحدة والحرية والاستقرار.

مدير ثقافة العقبة طارق البدور قال ان مشروع الألوية الثقافية يعتبر من المشاريع الرائدة لوزارة الثقافة الذي يعمل على توزيع مكتسبات التنمية الثقافية على الأطراف لخلق فضاء ثقافي وإبداعي لهذه المناطق بالإضافة إلى ترويج المنتج الثقافي والتراثي ودمجه بالمنتج السياحي لتشجيع الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية المحلية للمساهمة في صناعة الثقافة ورفع المستوى الثقافي والذوق الفني لدى شرائح المجتمع تفعيلا لدور الثقافة في إحداث التنمية الشاملة.

وكان عميد كلية السياحة في الجامعة الأردنية العقبة مدير مشروع توثيق مسارات الثورة العربية الكبرى باستخدام النماذج الرقمية واستثمارها سياحيا أ.د إبراهيم بظاظو قد قدم ملخصا عن والذي يتزامن مع احتفالات المملكة بالمئوية الثانية لتأسيس الأردن، كأحد الوسائل الهامة في الحفاظ على هذه المواقع، حيث تعد النماذج الرقمية من أهم الجوانب التي يمكن أن تسهم في توثيق هذه المواقع، غير أن النماذج الرقمية، تعني أكثر من عملية توثيق فقط، فهي قواعد بيانات لكل ما يمكن أن تشمله هذه المسارات من معلومات وبيانات، بعضها مربوط بمواقع جغرافية (إحداثيات) محددة، والأخرى تأخذ أشكالاً مختلفة، مثل: الجداول والصور والأفـلام، ووثائق خطية وخرائطية، ولا شك أن النماذج الرقمية تتميز بالقدرة الفعالة في توثيق هذه المواقع، كمخزن رقمي، إضافة إلى القدرات التحليلية المتميزة لهذه البيانات، التي تقدمها هذه النظم.

وحول منهجية المشروع قال الدكتور بظاظو تقنيات الواقع الافتراضي (Virtual Reality) تتميز بالعديد من المزايا التي تسهم في العديد من التطبيقات الإلكترونية في تسويق مسارات الثورة العربية الكبرى، ووضعها على خارطة الاستثمار السياحي، خاصة خلال الآونة الأخيرة، والتي شهدت تطوراً هائلاً في السياحة الإلكترونية، من خلال واجهة تطبيق الكترونية، تحتوي على معلومات تتضمن مسارات الثورة العربية الكبرى داخل المواقع التاريخية ضمن آلية عرض ثنائية وثلاثية الأبعاد، وإمكانية عرض صور لمواقع الثورة العربية الكبرى بأبعاد ومقاييس رسم متنوعة، مما يسهم في التعرف على النمط الجغرافي، في توزيع مسارات الثورة العربية الكبرى داخل أماكن الجذب السياحي، باستخدام التحليل المكاني المبني على تقنيات وتطبيقات وأنظمة حاسوبية للعالم الافتراضي، وتعميق الاستفادة من تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في توثيق مسارات الثورة العربية الكبرى، وإدارة المواقع التراثية والأثرية، من خلال تصميم نموذج عملي لتطبيق نظم المعلومات الجغرافية في توثيق المسارات، من خلال توفير قاعدة بيانات شمولية تتصف بالديمومة والاستدامة.

وبين الدكتور بظاظو ان مركز الاستشارات والتعليم المستمر في الجامعة الأردنية فرع العقبة هو الجهة المنفذة للمشروع عبر الاستفادة من تطبيقات التقنيات التفاعلية للواقع الافتراضي في توثيق مسارات الثورة العربية الكبرى واستثمارها سياحياً، والتعرف على كيفية تطوير مسارات سياحية افتراضية تسهم في التعرف على بنية المواقع التي مثلت عبر التاريخ مسارات الثورة، وتوفير قنوات توزيع سياحي الكتروني لمسارات الثورة العربية الكبرى لإثراء التوعية السياحية، وتعزيز مفهوم التربية السياحية، إضافة إلى التعرف على مقومات صناعة السياحة في الأردن.

وعن مبررات توثيق مسارات الثورة العربية الكبرى باستخدام النماذج الرقمية قال بانها تأتي تبعا لأهمية التكنولوجيا المعتمدة على التقنيات التفاعلية في توفير منتجات سياحية جذابة وريادية وتعزيز مفهوم السياحة الإلكترونية في تسويق مسارات الثورة العربية الكبرى الافتراضية، ووجود قصور في الأساليب التقليدية المستخدمة في توثيق وتسويق مسارات الثورة العربية الكبرى، والحاجة إلى وسائل حديثة تعمل على تقليل الوقت والجهد.

إضافة إلى بناء نماذج الكترونية افتراضية لمسارات الثورة العربية الكبرى، ومحاولة محاكاتها من خلال نماذج الكترونية، ثنائية وثلاثية الأبعاد، لتجسيد بيئة المواقع، باستخدام تصاميم رقمية جذابة، اعتماداً على برمجيات تقنية، تسهم في تفسير نمط التوزيع المكاني لمسارات الثورة العربية الكبرى، وتساعد على توفير بيئات عمل افتراضية لمواقع سياحية اندثرت، أو مواقع سياحية قائمة، اعتماداً على البيئة التفاعلية (Virtual Environment) ومعايشتها افتراضياً، مما يسهم في زيادة تعريف المواطن الأردني والشباب في المدارس والجامعات إلى أهمية الإرث الحضاري الأردني، كذلك الأمر للمحافظة على مسارات الثورة العربية الكبرى في جنوب الأردن، والتي تتعرض للضياع بصورة متسارعة خلال الآونة الأخيرة، بفعل العوامل الطبيعية والبشرية.

وحول أهداف توثيق مسارات الثورة العربية الكبرى باستخدام النماذج الرقمية بين الدكتور بظاظو انه جاءت بهدف ربط الثورة العربية بالمئوية الثانية للمملكة الأردنية الهاشمية وتعميق الولاء والانتماء لدى المجتمعات المحلية والحفظ المستدام لمسارات الثورة العربية الكبرى، وإدراج مسارات الثورة العربية الكبرى ضمن الخارطة السياحية وتوثيقها رقمياَ، وتوفير قاعدة بيانات واسعة والتي تشكل مدخلا لإعداد الخطط والسياسات المناسبة لحماية المواقع التراثية والأثرية، ناهيك عن إعداد موسوعة متكاملة عن مسارات الثورة العربية الكبرى مزودة بمعلومات رقمية تفاعلية .

بدورهم وفي عدد من المداخلات أكد مدير مركز التوثيق الملكي الهاشمي الأستاذ الدكتور الكاتب مهند مبيضين والمؤرخ الباحث بكر خازر المجالي وعميد كلية السياحة سابقا بجامعة البتراء الدكتور فوزي أبو دنه ان المشروع فكره رائده لتوثيق تاريخ النهضة العربية الكبرى وان الأردن كان فيه أكثر من عاصمه لانطلاق الثورة العربية والعقبة كانت إحداها مشيرين إلى أنها أحدثت تغيير جذري في الثورة بعد وصول الثوار اليها وأصبح هناك تغير في المسار ثم الانتقال إلى المدن الأخرى.

وأشاروا إلى ان اللحظة التاريخية التي التقطها الملك عبدالله الأول وكان مع والده الشريف حسين فكره ورغبة في تأسيس لنهضة عربية إسلامية استطاع الأمير عبدالله بإمكانيات بسيطة ان يؤسس الدول بتعاون أبناء الأردن الشرفاء داعين إلى أهمية توثيق المواقع التي مرت فيها الثورة العربية وإدخال الوثائق المتعلقة بها على المناهج الدراسية لأحداث وعي تجاه الوطن من قبل الطلبة وضرورة تعاون سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة بإعادة التوثيق للمخطوطات والمواقع الأثرية الموجودة بالعقبة وإنشاء منصات تعريفيه بالمواقع الأثرية الموجودة فيها.​